عرض مشاركة واحدة
قديم 03-22-2015, 03:37 PM   رقم المشاركة : 1
نور فاطمة الكبرى
مشرفة








نور فاطمة الكبرى غير متواجد حالياً

افتراضي على المشارك في مجلس عزاء أبي عبد الله أن يرى نفسه تحت إشرافه عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


على المشارك في مجلس عزاء أبي عبد الله أن يرى نفسه تحت إشرافه عليه السلام



إنّ السبب في هذا الإصرار والتأكيد على إقامة مجالس العزاء هو أنه من خلال ذكر سيد الشهداء تنزل الرحمة الإلهيّة على المجلس وعلى الأشخاص الحاضرين في ذلك المجلس، كما وتحضر الملائكة في ذلك المحفل، وحضور الملائكة موجب لاستجلاب الفيض الإلهي ونوره ورحمته، فيضع الإنسان نفسه في حريم الولاية وفي موضع إشراف نفس الإمام عليه السلام. وعليه فيجب على الإنسان أن يعرف قدر هذه الموقعيّة، فلا يضيع هذه الفرصة دون مقابل، ويجهد ليضع نفسه واقعاً في هذا المسير والمنهاج، وليقترب أكثر من حرم المسير في طريق هذا الإمام، ويسعى أن تكون مسيرة حياته قائمة على أساس سيرة هذا الإمام.

وخلاصة المطلب ولبّ الكلام فيه هو أنه عندما يخرج الإنسان من مجلس العزاء، يبني على أنه قد اختلف عما كان عليه قبل دخوله وأنه صار إنساناً آخر، وأن يكون حاملاً لروحيّة الإمام، وأنه تعاهد معه أن يبقى دائماً بجانبه يحفظه ويهتم به، ويرى نفسه أنه معه في خيمته وتحت إشرافه ونظره وأنّه معه دائماً. عندها يصير هذا المجلس عبارة عن ذاك المجلس الذي قصده الإمام الصادق عليه السلام، وما بشّر به من الثواب والأجر فسوف يجعله الله من نصيب هذا الشخص، وإلا إذا كان المقصود هو الحضور فقط ومجرّد الاستماع والإحساس والبكاء، ثم الخروج والاستمرار على تلك الأعمال التي كان يقوم بها، دون أن يشعر بأي أثر لهذا المجلس في نفسه وفكره وعقله وروحه، ودون أن يطوّر نفسه ويصقلها.. فلن يحصل هذا الشخص على الثمرة المرجوّة من المجلس، فالعزاء بهذا الشكل سيكون عزاء تكراريّاً وعادة ممزوجة باللذائذ النفسانيّة لا الروحيّة.

إنّ مدرسة الإمام الحسين هي هذه المدرسة: مدرسة عرفان الحق والمعرفة الواقعيّة للحقّ تعالى والعبوديّة المحضة أمام حضرة الحق والتخلّي عن كل قيد نفساني وتعلّق شهواني وهوى شيطاني، هي مدرسة التحرّر عن كل جمود وتعصّب جافٍّ وخالٍ عن المحتوى، و التخلّص من أسر الهوى والهوس والأحاسيس والشائعات والتقليد الأعمى للمبادئ الفاسدة والأسس المفسدة، وهذا ما يظهر بوضوح في خطابات الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء. إن مدرسة سيد الشهداء هي مدرسة التعقّل لا التقليد الأعمى، ومدرسة التدبّر، ومدرسة الحريّة وتطوّر الفكر وانبساطه، ومدرسة التحقيق واختيار الأفضل، لا مدرسة العصا والسوط والضرب والشتم، تلك المدرسة هي مدرسة أبي بكر وعمر ويزيد ومعاوية.

إن مدرسة هذا الإمام هي الرجوع إلى العقل والعودة إلى الفطرة والوجدان، والخروج من وادي الجهل والضلالة والجمود والتصلّب والتخلّف العقلي، وهي المدرسة التي تتضمّن جميع الجهات الوجوديّة للإنسان ـ الدنيويّة والأخرويّة ـ وحيثيّاته الظاهريّة والباطنيّة والروحيّة والنفسيّة، فالشيء الوحيد الذي يطرح في هذه المدرسة ويتم الدفاع عنه هو التوحيد فقط، وفي هذه المدرسة، الله موجود وغيره باطل، لا سبيل في هذه المدرسة للأحاسيس ولا قيمة فيها للنفس.

السَّلامُ عَليْكَ يَا أبَا عبد الله وَ عَلَى‌ المُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ. يَا لَيْتَنَا كُنَّا مَعَكَ فَنَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً. اللهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ شِيعَتِهِ وَ حَرَمِهِ وَ الذَّابِّينَ عَنْهُ، وَ اجْعَلْنَا مِنَ الفَائِزِينَ بِإدْرَاكِ ثَارِهِ مَعَ الإمَامِ المُنْتَظَرِ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ العَسْكَريّ عَجَّلَ اللهُ تَعَالَى‌ فَرَجَهُ.



----------------------
ملاحظة: انتخب هذا البحث من كتاب معرفة الله ج 1، تأليف المرحوم العلامة آية الله الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ رضوان الله عليه، و من كتاب أسرار الملكوت ج 2، لسماحة آية الله السيّد محمّد محسن الحسيني الطهراني حفظه الله.موقع المتقين.







التوقيع

.. زهراء يا أنس الوجود ..

فأُطالبكَ يا الهي أن ترزقني شهادةً مُطَهِّرَةً
أنا اخترتُها
لنفسي كفارةً عن ذنبي،
شهادةً قلّ نظيرُها يتفتتُ
فيها جسدي و تنال كل جارِحة
من جوارحي ما تستحقُّه من
القصاصِ و العقوبةِ و بعدها
يا ربِّ يصبحُ حتماً أن تسكنني
بجِوارِكَ و جِوارِ أولِيائكَ

( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا )


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ..
  رد مع اقتباس